...حُلم صغير ..

حُلم صغير .. نَسَجَت خُيوطهُ أيامي وطبعت على رأسِ أمنياتي قُبلة المُباركة .. إنحَنت الأيام عليهِ وإقتبسَ من قسوتِها ما أصبغهُ الإستحالة .. تنازعتهُ يد البشر فأحالوا لونهُ الوردي حالك السواد ..وإغتالوا بسمة كادت تُرسمُ على شَفتيهِ ..وسجنوهُ في قفصٍ كان نعشهُ في آخر أيامه ..

حُلمٌ صَغير لازَمني أياماً طِوال .. صَنع إبتسامة سعادة على ثَغري .. ورسمَ لي قصور فرح .. نقلني إلى عالمِ الخيال .. وحلقتُ في السماءِ بدون جَناحين ..

لَماَ أبكتني الأيام .. عرضتُ بَحر دُموعي على شاطئه الآمن فأعرضَ عني .. فتشتُ جيوب قلبي على ركن بلا جروح لأخبأهُ فيه .. فلم أجد سِوى دماءٍ راكدة .. وظل حُلمي في ذلك القفص راضٍ بما لديه من هواء وماء ..

في يوم .. أحسستُ بحلمي تكويهِ غصة .. وتشوبُه شائبة .. حاولتُ أن أجعلهُ يُنبئني ولو بزفرة لوعة ما يعانيه .. غير أنهُ واصل إعراضه .. ونأى بِجانبه عني .. تَمسكتُ به .. إستجديتُ شمعتهُ عدم الأُفول ..
نظر نحو الشروق .. وكانُه ينبؤُني بأنه سيشرقُ ذات يومٍ من جديد ..

أتيته بالأماني فرادى وجماعات .. علهُ يستردُ بعض القه .. لكنهُ كان يهرمُ أمامي .. ونفسي في فزع شديد لمصابه .. أستحدثُ الأفكار علها تريح بعض ألمه .. أكلم الجمادات عني وعن آمالي .. فـ يرمقني بنظرة اليتيم .. بـ نظرة مُغيبٍ عن الحياة ..

في الصباح كنتُ أفتحُ عيناي على أمل أن يحضنني بفرحٍ كما سابق عهده .. أن يرسُم بَسمتي المُعتادة على ثغرٍ جفَ من الإطباقِ والزفير .. أن يحفني بالورود وأغفى شذاً وأشرب الندى خمراً يسكرُ قلبي الأسير ..

وفي النهار أجلسُ أدفن فكري بين الكتب .. وبين زوايا الأمكنة .. فتشمئز نفسي ضيق الأفُق وتحثني على التغيير .. فينبضُ قلبي لفكرة الإنتفاضة .. ودفن ذلك الحلمُ المحتضر .. ويُطل رأسي من نافذتي الصغيرة للعالم من حولي .. ويخبرني أن أتمخض لولادة حلمٍ آخر .. أجمل دون نهايات مستحيلة .. دون الم .. دون تكشير .. لكن روحي تعلنُ الحداد من الوفاء .. فلا يزال الحُلم رضيعاً .. وحتى إن مات .. فأين هي أيام الحداد .. ولِبس السواد ..

في المساء كان حُلمي ينصتُ للموعد المنتظر .. علَ القدر خبأ لنا موعداً سرياً مع الشفاء .. ويخيم الظلام فتخرجُ بنات أفكاري تلهو في كدر .. ويُعلن الإنتظار موعده معي .. ومع حلمي المُكبل بالسقم ..
أُوقد مصباح الأمنيات الخفية ..فيتقدُ نوره .. ويبتسمُ حُلمي في رفقٍ خوفا من أن يسلبه لصوص الليل ما تبقى من إبتسامة عامرة بالدعاء .. غير أن صوت المطر يُدركُ مسامعي من خلف نافذتي المشرعة .. والظلام يخنقُ القطرات فلا تُكاد تُرى .. سوى خيالات تحت أعمدة النُور ..

والآن أنظر إلى حُلمي !!

لقد صمت ..صمت برغم بزوغ شمس الفجر .. وغم الشتاء الطويل .. ورغم المطر ودعواتي تحت المطر ..

هل سينطقُ حلمي من جديد ؟؟ ويقولُ أنهُ كابد الألم وإنتصر ؟؟
هل سيكونُ فكرة كادت تضمحل في فِكر أسود وشَقت طَريقها للنُور وإنفجرت ؟؟
هل سيكونُ شعاعٌ كابدَ الظلام وأطل من بين رفِدٍ للشمسِ نور ؟؟

تراه حلمي لما صمت ؟؟ ستنبؤني الأيامُ بما لم أختبرهُ ..

ويظل فجري وصبحي ويومي ومسائي .. مُكبل بالإنتظار لفجرٍ جديد .. يحمل الترياق لحُلمي القابع في ارشفة الألم .. وما اقسى الإنتظار على قلوب ألفت التأثر .. وإشتدت به ..

اتلاشى يوماً بعد يوم .. وحُلمي أمدهُ القوة ويمدني .. ويبقى رافعاً أكفه بالدعاء .. فلا مستحيل على الله تحقيقه .. ولا مكان للظلام في صحبة الشمس ..

مشكوووووووووووورة ----- خلي الامل بالله دائماً ------

يسلمووووووووو

تسلم الايادي

حلووووو

رووووعه

شكرا اختي