جاء عن جابر بن عبد الله " إن امرأة من الأنصار قالت يا رسول الله ألا أجعل لك منبرًا تقعد عليه فإن لي غلاما نجارًا، قال: إن شئت قال: فعملت له منبرًا فلما كان يوم الجمعة قعد على المنبر الذي صنع له، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت تنشق، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أخذها، فضمها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يُسكَّت، حتى استقرت" فبكى الحسن وقال يا معشر المسلمين، الخشبة تحنّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقًا إليه، أفليس الرجال الذين يرجون لقاءه أحق أن يشتاقوا إليه" إني مشتاق إليك يا رسول الله إني مشتاق إليك يا حبيب الله.
أبكي وزاد أنيني *** شوقا إليك حبيب من لوعتي وحنيني *** القلب فيه لهيب
ذكراك يا سيدي *** ليس تغيب
كن مسعفي ومعيني *** إن الغرام يذيب
لكن ما يرويني أن الغرام طبيب.
محمد رسول الله محمد حبيب الله اضطجع يوما تحت شجرة فجاء إليه أعرابي مشرك يريد قتله فقام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف مشهورًا وقال يا محمد من يمنعك مني اليوم، فقال محمد النبي العربي بقلب ثابت:" الله عز وجل" فجاء جبريل ودفع المشرك في صدره فوقع السيف من يده فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام على رأسه فقال من يمنعك مني فقال لا أحد. أشهد أنْ لا إله إلا الله وأشهد أنَّ محمدًا رسول الله.
ومن معجزاته أنّه كان صلى الله عليه وسلم يوم الخندق والصحابة الكرام يحفرون الخندق عرضت لهم صخرة كبيرة فأخبروا بذلك قائدهم محمدًا فجاء صلى الله عليه وسلم فأخذ المعول فسمى ثلاثًا ثم ضرب الصخرة فنزلت رملاً سائلاً.
ومن معجزاته صلوات ربي وسلامه عليه، أتاه رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد وقد لفه في خرقة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا غلام من أنا فأنطق الله تعالى الغلام فقال أنت رسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله فيك " فكان هذا الغلام يسمى مبارك اليمامة .
ومن معجزاته أنّه كان صلى الله عليه وسلم يرى أصحابه وهم وراء ظهره فعن أنس بن مالك قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ أقيمت الصلاة، فقال :" أيها الناس إني أمامكم فلا تسبقوني في الركوع ولا في السجود ولا ترفعوا رؤوسكم فإني أراكم ِمن أمامي ومن خلفي " الحديث . وها هو صلى الله عليه وسلم في يوم حنين يهزم الكفار بحصيات رماهم بها كما روى العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم قال :" ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهن في وجوه الكفار ثم قال انهزموا ورب محمد " إخوة الإيمان إن الذي يظهره الله تعالى على أيدي الأنبياء من الخوارق لا يعارض بالمثل لأنه ليس سحرًا، السحر يعارض بسحر مثله أما المعجزة لا تعارض بالمثل، فالمعجزة أمر خارق للعادة أي مخالف للعادة يأتي على وفق دعوى من ادعوا النبوة سالم من المعارضة بالمثل صالح للتحدي فمن لم يتعلم شيئًا من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون مقصرًا تقصيرًا كبيرًا لذا يسرنا في الأسبوع المقبل أن نتكلم معكم عن معجزة عظيمة وهي الإسراء والمعراج بإذن الله رب العالمين .