رسائل (1)
أشتاق إلى قلمي و أوراقي و مظاريف الرسائل.. و طوابع البريد..
و زمن كان للبريد فيه فرحة و لهفة الانتظار الجميل
(1)
ذات يوم:
كنت أجيد كتابة الرسائل إليك
و أجيد لهفة انتظار ردك على رسائلي..
و كان عالمي كله متوقفا على رسالة
عاشقة مني.. تتبعها متشوقة رسالة
منك!!
يا الله.. أشتاق إلى ذلك اليوم..
(2)
ترى
لماذا توقفنا عن كتابة الرسائل؟
و لماذا هجرنا البريد.. و خذلنا لهفة
الانتظار؟
ما الذي تغير بنا؟
و لماذا مات الحب مخنوقا بين صفحات
أوراقنا المهجورة و أصبحت مشاعرنا
معلبة في علب الكمبيوتر و الإنترنت؟
(3)
أعترف
رسائلي القديمة إليك كانت أجمل
ربما لأنها كانت.. اصدق
ربما لأنني كنت أنزفها بحكم.. الحب
أما الآن فأنا أكتبها.. بحكم العادة
(4)
لا تصدقهم يا سيدي
إن أخبروك أن أجمل الرسائل رسالة لم
تكتب بعد..
فأجمل الرسائل رسالة احتضنت
أحلامنا
و أروع الرسائل رسالة شهدت ميلاد
أحاسيسنا
و أصدق الرسائل رسالة كتبت بدموع
قلوبنا
(5)
ترى!!
هل فكرت يوما
أن تنزف إحساسك على ورقة
و تضع الورقة في مظروف
و تكتب فوق المظروف عنوان امرأة
يهمك أمر قلبها
و تتجه نحو البحر
و تقذف الرسالة في فم الأمواج
و تعود و في داخلك إحساس متفائل
بأن الرسالة يوما ما.. ستصل إليها؟
(6)
أنا فعلتها يا سيدي
جمعت أحاسيسي في ورقة
و أهديت البحر أجمل رسائلي إليك
فربما جف البحر ذات يوم
و تم العثور على رسالة صادقة قاومت
غدر الماء
و وصلك نبأ رسالة نزفتها للحبر امرأة
مجنونة
كانت في حالة عشق مجنون
(7)
عذرا
هل صدقت الفقرة السابقة
لا أظنك تملك الجنون الذي يساعدك
على تصديق ما سبق
(8)
دعني أحدثك عن شيء..
عن ذلك الطفل الجميل
الذي أنجبته منك خيالا
وخبأته في دفتر أحلامي
بالأمس.. سمعت صوته
خيل إلي أنه يناديني
خيل إلي يصرخ في وجهي قائلا:
أصبح حجمي أكبر من الدفتر
فمتى سيطلق سراحي؟
(9)
أعلم
لن تصدق الفقرة السابقة أيضا
فلا يصدق الألم سوى من يقترب منه
و يعيش فيه
و يتجول تحت أسواره.. و يغفو فوق
طرقاته
و أعلم..
أن بينك و بين الألم علاقة مقطوعة منذ
زمن
(10)
دعك من هذياني و جنوني.. و أخبرني
ما أخبار عقلك؟
ما أخبار قلبك؟
ما أخبار حكاياتك؟
ما أخبار بطلاتك؟
ما أخبار نزواتك؟
كم بلغ عدد نسائك؟
كم تبقى من مساحتي بك؟
(11)
سيدي..
هل ما زلت تذكرني؟
هذه أنا..
المرأة التي منحتها الحب بلا حدود
و منحتك الألم بلا حدود..
اعذرني.. فلم يكن بحوزتي سواه
(12)
هل تعلم؟
قبلك كتبت عن الحب.. و لم أتذوقه
معك..تذوقت الحب و لم أكتبه