[center]صيام الست من شوال.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين،أما بعد:
جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كما في حديث أبي أيوب -رضي الله عنه- أنه قال :
(من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر).
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
دل هذا الحديث العظيم على أن صيام ست من شوال بعد فريضة رمضان سنّة مستحبّة مرغب فيها، وليست بواجبة ، فيشرع للمسلم صيام ستة أيام من شوال ، وفي ذلك فضل عظيم ، وأجر كبير ذلك أن من صامها كان كصيام الدهر؛
والدهر في لغة العرب معناه: قال ابن الأثير في (النهاية) :
(اسم للزمان الطويل؛ومدة الحياة الدنيا).
وقد فسّر النبي -صلى الله عليه وسلم- معنى (الدهر) في الحديث بروايات أخرى بقوله -في رواية ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند ابن حبان :
(من صام رمضان وستا من شوال ، فقد صام السنة)وصححه الألباني-رحمه الله تعالى-.
فدل على أن المراد بالدهر هنا هو السنة.
وقد بين النبي-صلى الله عليه وسلم – برواية أخرى كيف يكون صيام رمضان وست من شوال يعدل صيام السنة ، ففي رواية النسائي وابن خزيمة من حديث ثوبان:
(صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام السنة ).وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" برقم (1007) .
فاحرصوا -يرحمكم الله- على صيام الست من شوال ، فإن من الفوائد الهامة لصيام ستّ من شوال تعويض النّقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان ،إذ لا يخلو صائم من حصول تقصير أو ذنب مؤثّر سلبا في صيامه، ويوم القيامة يُؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض كما قال -صلى الله عليه وسلم- :
(إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة، قال: يقول ربنا جل وعز لملائكته -وهو أعلم- : انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها؟، فإن كانت تامة كتبت تامة، وإن انتقص منها شيئا، قال: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فإن كان له تطوع، قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم ).
رواه أبو داود .
والله أعلم .